في أيدٍ أمينة – من بريد الغربال
في أيدٍ أمينة
من تحت الوكف لتحت المزراب
في عهد النظام السابق -كما يحلو لنا أن نقول- سأل أحد أعضاء مجلس الشعب عن مردود البلاد من النفط، الغنية به أرضنا “نا=نحن أبناء البلد”، فجاء الرد السريع والنهائي والحاسم من رئيس مجلسه، العالِم بالحقيقة الغائبة: إنه في أيدٍ أمينة!
وبعدها لم يعرف أحدٌ مصير هذا العضو، فهو على ما يبدو لم يكن يصلح ممثلاً عن الشعب في ظلّ غياب حقيقة بدهية مثل هذه عنه!
واليوم ونحن نشق طريقنا زحفاً نحو الحرية، كما نتمنى أن تكون، نعيد السؤال ذاته، لنعرف ما مصير هذه الثروة التي من المفترض أن تكون من حقّ أبناء الوطن، كلّ أبنائه.
ولكن النتيجة لم تتغيّر عما كانت عليه في ظلّ النظام السابق، وفي ظلّ الحرية التي طالما تشدّقنا بها، فالنفط انتقل من نظامٍ ركب الشعب بــ “لا صوت يعلو فوق صوت المعركة”، وأن ثروات البلاد تذهب لتقوية الجيش وتحرير الأرض! وهذا مانراه بأمّ أعيننا!
واليوم ما يزال الشعار نفسه مستخدماً، بحجّة إكمال التحرير وتحقيق الأهداف المنشودة!
وحده المواطن من رجع في الحالتين بخفّي حنين!
المبرّرات من الطرفين لم تعد تُقنع أحداً، فأسلوب استغباء المواطن لم يعد ناجعاً في ظل ثورةِ رفض الظلم، وعدم الاستكانة والضعف.
فنحن نرى كيف تُصرف الذخيرة بسخاء للاستيلاء على آبار النفط، في حين تختفي من الجبهات، ولا نسمع إلا لله يا محسنين طلقة! لله يا محسنين قذيفة! نفدت الذخيرة وسنضطر للانسحاب التكتيكي!
وبعد ذلك يمنّون علينا بتوزيع ما تمنّ به الدول الصديقة من إغاثة إنسانية، آتية من الخارج محمّلة بمنّة ذلّ إحسانهم وصدقاتهم! جزاهم الله خيراً!
فلماذا لا يوزّع النفط، الذي لا منّة فيه لأحد، وهو من أرضنا ولنا، على من سينخر البرد أجسادهم من أبناء الوطن؟ أم أن الحرية كفيلة ببثّ الدفء في أوصال الأطفال المرتجفين برداً؟
التعليقات متوقفه