لا سلام في سوريا ما دام الأسد في السلطة – مترجم عن “ستار تريبيون”
ستركز عملية السلام الدولية القادمة الرامية لإنهاء الحرب الأهلية السورية المدمرة على مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، إن كان له مستقبل.
استثمر حلفاء الأسد – وأبرزهم روسيا وإيران – الدم والمال للحفاظ على عميلهم في السلطة. بالمقابل، تعتقد معظم الدول العربية السنية والغرب، أنه لن يكون هناك أي حل للنزاع إذا ما سُمِحَ ببقاء الأسد في السلطة.
ولكن حتى بين أولئك الذين يحملون هذا الرأي، هناك بعض منهم لين موقفه بخصوص الجدول الزمني لرحيل الأسد. فالبعض ينظر للأسد باعتباره أهون الشرين بالمقارنة بينه وبين الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أو المنظمات الإرهابية الإسلامية المتطرفة الأخرى.
بالرغم من أن حكم الأسد الشنيع يوحي بغير ذلك. ففي يوم الخميس، تم دخول الدواء والغذاء أخيراً إلى مضايا واثنتين من المدن السورية الأخرى بعد شهور من حصار الحكومة لمدينة مضايا بحجة عزل المعارضة المناهضة للأسد.
لقد صدمت الصور الأليمة لتجويع السوريين ضمير العالم. رد الفعل قد حث الأسد على اللين والسماح بدخول قوافل المساعدات. قيل لعمال الإغاثة أن بعض السوريين بالفعل قد ماتوا من الجوع، حيث أن التجويع هو أحدث الأسلحة التي يستخدمها حكم الأسد الوحشي بعد البرميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية وغيرها من وسائل القتل. حتى الآن، ما يقدر بنحو 250000 شخص قتلوا في الصراع، و11 مليون آخرين إما مشردين داخلياً أو لاجئين.
قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: “دعوني أكون واضحاً: إن استخدام الغذاء كسلاح في الحرب هو جريمة حرب”.
لن تقبل الغالبية العظمى من السوريين بحكم دائم لمجرم حرب.
هذه الجريمة الأخيرة (التجويع) هي بعيدة كل البعد عن الدليل الوحيد الموثق لانتهاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان. أولئك الذين يريدون تجاهل شر الأسد عليهم قراءة “لو بإمكان الموتى الكلام: الوفيات الجماعية والتعذيب في مراكز الاحتجاز في سوريا”، حيث يروي تقرير مروع – صدر في كانون الأول عن هيومن رايتس ووتش عن منشق عن نظام الأسد – تفاصيل لعشرات الآلاف من الصور الملتقطة من سوريا في مراكز الاحتجاز. حيث تعرض الصور التعذيب المروع والموت على يد نظام الأسد القاتل.
تقرير آخر صدر مؤخراً – عن مركز ولاية مينيسوتا لـ “استعادة الأمل والكرامة والاحترام لضحايا التعذيب بعنوان: السوريون والعراقيون الناجون من التعذيب في الأردن” – يوفر هذا التقرير شهادات الضحايا الذين تعاملت معهم المنظمة بشكل بطولي في الأردن. وجاء في التقرير، كلهم تقريباً ضحايا من المشاة (المارة) الأبرياء وقعوا في قبضة العنف العدمي. في الواقع، معظمهم أفادوا بأنهم لم يشاركوا في النزاع. “الضحايا الذين أدلوا بإفاداتهم نادراً ما تعرضوا للتعذيب لانتزاع معلومات معينة”. “بدلاً من ذلك، يعتقد ضحايا التعذيب أن هدف الجناة هو التخويف وإثارة الخوف على نطاق واسع.”
بالطبع، ليس فقط نظام الأسد من يعذب ويقتل، فالكثير من السوريين مستهدف من قبل الميليشيات والإرهابيين، أيضاً. لن يتم إنهاء كابوس سوريا إلا بهزيمة هذه المجموعات، وهذا لن يحدث طالما بقي الأسد في السلطة. فبينما تبدأ عملية السلام في 25 كانون الثاني، فمن الأهمية بمكان أن يبقى أولئك الذين يدعون إلى وضع حد لحكم الأسد مصممين على ذلك (لا يتراجعوا عن موقفهم).
*ترجمة محمود العبي عن “ستار تريبيون” ، لمطالعة المقال الأصلي اضغط هنـــا
التعليقات متوقفه