نيويورك تايمز: هدأت الغارات الجوية فخرج السوريون للشوارع يطالبون بإسقاط النظام
اندلعت مظاهرات في الشوارع في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في سوريا يوم الجمعة، حيث خرج المتظاهرون مستفيدين من حالة هدوء الغارات الجوية النسبية خلال الهدنة الجزئية السارية حالياً، ويؤكد خروج السوريين للتظاهر بأكبر عدد نقاط بأنه حتى بعد خمس سنوات من العقاب المستمر؛ فإن السوريين ما يزالون ينشدون التغيير السياسي.
تحت شعار “الثورة مستمرة”، لوح المتظاهرون بالعلم الأخضر والأبيض والأسود (علم الثورة)، العلم الذي تم تبنيه على نطاق واسع أثناء المراحل السلمية في وقت مبكر من الثورة، وقبل انتشار الفصائل الإسلامية المسلحة بلافتاتها الجهادية السوداء.
كان من المستحيل تقدير النسبة المئوية للسوريين المتظاهرين من الملايين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة أو في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة أو الذين يعيشون كلاجئين في الخارج. ولكن قال العديد من المتظاهرين -الذين تم الاتصال بهم هاتفياً وبالرسائل النصية- بأنهم يهدفون إلى إظهار حقيقة أنهم عقدوا العزم على استئناف المظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد في أقرب وقت أثناء فترة هدوء الغارات الجوية للحكومة السورية وحلفائها الروس.
أحمد السعود، قائد مجموعة من المعارضة المسلحة تتلقى أسلحة ومساعدات من الولايات المتحدة وحلفائها، ظهر بين الحشد في مظاهرة في مسقط رأسه معرة النعمان في محافظة إدلب، وذلك وفقاً لصور تمت مشاركتها على نطاق واسع على الإنترنت.
كانت رسالة المتظاهرين، وفقاً لناشط محلي باسم مستعار هو إبراهيم الإدلبي: “نحن لسنا عشاق قتال، ولكن النظام أجبرنا على القتال”.
بحسب وسائل الإعلام الرسمية، جاءت هذه المظاهرات أثناء عودة الكهرباء تدريجياً إلى مناطق في أنحاء سوريا بعد انقطاع غامض في وقت سابق من اليوم، وأفادت المعلومات أن شبكة الكهرباء الوطنية وخدمة الإنترنت تعطلت جزئياً.
تنبأ المؤيدون والمعارضون للحكومة على حد سواء على صفحات وسائل الإعلام الاجتماعي بخصوص سبب المشكلة. وقالت وكالة الانباء الرسمية (سانا) أن انقطاع الإنترنت بسبب “الضرر المفاجئ” لأحد محاور أساسية في نظام الاتصالات السلكية واللاسلكية الوطنية. ونقلت المواقع الإخبارية الموالية للحكومة قول وزير الكهرباء بأن انقطاع الكهرباء كان بسبب خلل فني في صمامات توريد الوقود إلى شبكة الكهرباء.
وقال ضابط الشرطة الحكومية المتمركزة في حمص تنفيساً عن إحباطه في رسالة نصية: “لقد مرت ساعات بدون كهرباء”، كما كتب: “أقسم بالله أنا أختنق”.
وشكا من أن بعض أجزاء من سوريا فيها الكهرباء على مدار الساعة تقريباً، في حين أن البعض الآخر لا تصله الكهرباء إلا لمجرد ساعة أو ساعتين في اليوم.
ربما هناك سر أكبر: كيف بعد ما يقرب من خمس سنوات من الحرب، الكثير من المناطق في سوريا التي تسيطر عليها الحكومة وبعض المناطق التي تسيطر عليها المعارضة لا تزال تعتمد على شبكة الكهرباء التابعة للنظام.
*مترجم عن نيويورك تايمز الأمريكية، لمطالعة المقال الأصلي اضغط هنا
التعليقات متوقفه