حقل جنيف وبيدر القصير – عبد الباقي زيدان
حقل جنيف وبيدر القصير
عبد الباقي زيدان
هاهو هلال جنيف قد هل علينا من جديد بعد غياب أشهر ولكن اختلاف المطلع يجعل من اختلاف الرؤى أمراً حتمياً.
وأصحاب القضية الذين لم يصل إليهم بعد اسم من سيلقي خطبة العيد؛ أغلقوا على أنفسهم الباب يتصارعون على لون الجبة والعمامة اللتين ستزينان صاحب الحظ السعيد.
وما كاد المخرج ينتهي من توزيع الأدوار حتى ظهر أن هلال العيد سيكون بعيداً والتحضير له سيكون مكلفاً، خاصة وأن أمهات سورية لم يخطن ثياب العيد لأطفالهن بعد؛ لأنهن منهمكات في حياكة أكفانهم…
لقد وقع ما لم يكن يتوقعه أهل القصير، إذ أن الجريمة التاريخية التي استطاع أطفال القصير أن يخفوها أربعة عشر قرناً قد تكشّفت مع بوادر ظهور المسردب المنتظر ليرسل فاكساً عاجلاً يسبقه مفاده: إن إسرائيل لم تكن قطّ على صلة بدم الإمام الحسين ولا سبي السيدة زينب…
فانبرى دونكيشوت معتمراً عمامة سوداء ليصحح الخطأ التاريخي، فوضع الخطط والأهداف على عجل وبدأت المعركة. وبعد أسبوع من بدء المعركة التي كان مقدراً لها أن تستغرق ساعات فقط؛ أُصيب الفارس بالوهن وبدأت العزائم تفتر مما اضطره ليظهر على الهواء مباشرة مرتبكاً وعاتباً على الله الذي لم يصدق له الكذبة الكبيرة التي ما كانت لتنطلي على الأطفال من عباد الله فكيف يصدقها الله بأنه حزب لله وأنهم الغالبون!
أعانكم الله يا أهل القصير على هذه البلوى التي كتب الله عليكم أن تحتملوها لتظهروا للعالم بأسره كذب الكاذبين وزيف المزيفين وحقد الحاقدين على العرب باسم العروبة وعلى المسلمين باسم الإسلام وعلى عباد الله باسم الله.
فهل سيفهم المؤتمرون في جنيف رد أطفال القصير الذي فحواه: “احذروا فمن القصير يبدأ تركيع الشعب السوري”؛ ليكون الرد: “إن زمن الركوع قد ولى”، أم أن حسابات حقل جنيف لن تنطبق أبداً على بيدر القصير…
التعليقات متوقفه