شوارب على غير العادة – محمد العبود
شوارب على غير العادة
محمد العبود
عمرها ما كانت الشوارب مفخرة للرجولة في كفرنبل، وشباب كفرنبل يميزهم عن باقي المدن أنهم يحلقون ذقونهم وشواربهم بنسبه تتجاوز الثمانين بالمئة، والمعروف عنهم أنهم كثيراً ما يحلفون بالطلاق لتثبيت أو توثيق أي موضوع من عزيمة أو خبر، فالطلاق عادة مشروعة لديهم وخاصة في ولاية جونية غربي كفرنبل مما دفع أحد المشايخ ليفتي للشباب بأن الحلفان بالطلاق هو ملغش حكي “أي لغو” لا يحاسبون عليه لتطمئن قلوبهم.
والمعروف عنهم بمجملهم أنهم شباب مثقف واعٍ واجتماعي ذو شخصية كوميدية، فلا تشعر بفرق بين الطبقات في كفرنبل التي تمثل الحاضن لكل من يسكنها.
تغيرت النظرة في الجيل الجديد جيل الحرية والثورة، فأصبحت اللحية والشوارب موضة دارجة للتعبير عن الثورجية رغم جمالها. ولكنها غيرت نظرة البعض لواقعه متجاهلاً ماضي كفرنبل الجميل لينسبه لبيت الأسد “خبط لزق” متبنياً قضية الحرية والتحرر. مع العلم أن كفرنبل محرّرة عملياً من عصابات الأسد منذ أكثر من عام. ولكنها تشهد تيارات جزر ومدّ ومشاحنات على مستوى ثوارها ومجالسها العسكرية والثورية والمحلية وكأننا أسقطنا الأسد.
كثيراً ما تسمع عند ذكر شخص لا على التعيين من المفسدين أو المتهمين بالفساد؛ إن كان قائداً أو ثورياً أو لصّاً؛ تتردّد جملة “حقه رصاصة”.
الله أكبر ارحمنا يا عريض المنكبين يا ذا الشوارب التي يقف عليها الأسد أو أي حيوان أخر. ما هو مفهوم الحرية لدى هؤلاء؟ وما معنى حقه رصاصة؟ ولماذا يهمّشون الآخر رغم إخلاصه للثورة في أغلب الأحيان. هل وضعت الثورة لهذا الأزعري المراهق المسلح غشاوة على عينيه ليرى الناس “برغش” في نظره أم أنهم مقطوعين من شجرة بدون أي انتماء…
أنا مو حقي رصاصة… أنا حقي عيش… وهالعالم كلها مثلي
التعليقات متوقفه