أنا وميريام فارس وأنجلينا جولي – محمد السلوم
لا فائدة من المحاولة، فمحتويات الطبخة التي وضعتها في طنجرتي، لن تنسجم أبداً وستبقى سمك لبن تمر هندي!
ميريام فارس – محمد السلوم – أنجلينا جولي، وما أجملني بينهما!
ميريام فارس مالئة الدنيا وشاغلة الناس في الفترة الأخيرة، فالمسكينة ضاقت بها السبل ذات جوع، ووجدت نفسها مضطرة لشراء كيس شيبيس ربما من سوبر ماركت فولغير، فأصيبت بتسمم غذائي حاد نُقلت على إثره إلى المستشفى، وعندما لم “يشيلها أحد من أرضها” صورت كيس السيروم ونشرته على صفحتها الفيسبوكية التي تضم فقط عشرة ملايين ونصف من الميرياميين، ولسان حالها يقول: أنا مريضة يا كلبين وفي المستشفى!
يقطع علي هذه الأسطر ابني حمزة وهو يحاول إطعامي من كيس الشيبس الذي لايفارق يديه ليلاً ولا نهاراً، قائلاً: با بابا طاطا، ولكن رائحة الكيس الخالي من أي عنوان أو سجل صناعي أو تجاري تمنعني من الاقتراب منه وهي تشبه رائحة الزيت العملي المقلي فيه السمك ٨٦٥ مرة!
بالمناسبة، قبل أن يولد حمزة، كنت قد قررت أنني لن أطعمه إلا من ذاك الشيبس الذي يظهر في الدعايات على شكل بوري يفتحه الشبان فيتطاير الشيبس منه في الأجواء، ولكن البوري استحال خازوقاً استراحت عليه مؤخرة شعبنا العظيم بكل أطيافه واتجاهاته!
المهم، هاجت الدنيا وماجت لدخول الفاتنة الشقراء بالصبغة للمستشفى بسبب هذا التسمم اللعين، ولكن ميريام مجاهدة حقيقية، وصاحبة منهج ولايمكن لها أن تتخلها عن مشروعها، فلديها حفلة في دبي لايمكن أن تتخلى عنها، إذ لابد أن تشارك العروسين فرحتهم في الحياة وانطلاقتهم في طريق المحبة والفرح، طبعاً ليس للأمر مطلقاً أية علاقة بالمال الذي ستجنيه ميريام من الحفل، المخلوقة قصدها شريف، وهمها زرع الفرح فقط!
أمام هذه التضحية العظيمة كان على إدارة المستشفى أن تواكب الفنانة وترسل معها طاقماً طبياً كاملاً إلى دبي لمراقبة وضعها القلق وهي تقمز على المسرح كالشمقرين!
وهنا لا أستطيع منع ذاكرتي من حشر مقطع بسيط في صلب هذه الهلوسة، فعندما دفعني الداعشي إلى القاووش وأغلق الباب علي، سألني شيخ في القاووش إن كنت جائعاً فقلت له: نعم، فدفع لي بكيس تمر كان الدعدوش نفسه قد أعطاهم إياه الليلة الماضية، التهمت تمرتين بسرعة قبل أن أدرك أن طعم التمر كان مختلفاً، كان حلواً وحامضاً في آن، وعندها فتحت التمرة الثالثة وجدت كتيبة دود تنغل فيها، بهدوء نفخت الدود من قلب التمرة وتابعت الأكل، وسط مجموعة من العيون التي تحدق بي، والتي اعتقدت أول دخولي للقاووش أني مسيحي والعياذ بالله، ساهم هذا التصرف طبعاً بتغيير صورة الشخص العميل السينييه التي رسمها الدعدوش في مخيلتهم، واقتنعوا أنني هردبشت أكثر من الذي خلفهم!
أحاول العودة إلى ميريام، ولكن أنجلينا جولي تقفز إلى شاشة التلفاز، وهي تعلن تبنيها للطفل موسى السوري من تركيا بعد أن مات أبوه ذات قصف، أنجلينا هذه حطب جهنم، ولن ينفعها تبنيها أربعة أطفال، ولا تبرعها ب١٤ مليون دولار لأحد ملاجئ الأيتام، ولا تبرعها بملايين الدولارات للاجئين السوريين والنازحين في مختلف بقاع العالم كما يقول شيخنا أبو شمردل، أبو شمردل وحده سيدخل الجنة، وإذا سمح لنا فسندخلها أيضاً، أما العاهرة أنجلينا فإذا داست أرضنا فسيخطفها عنصر من الجيش الحر ويبيعها إما لمن سيفك أسرها مقابل ١٢ مليون دولار، أو ستنتهي بيد جون الحبيب ليحتز عنقها في مشهد لايمل جون تكراره أبداً.
نعود إلى صديقتنا ميريام، ميريام تعافت وشفيت، وتناولت آخر جرعة من دوائها بجانب برج إيفل كما نشرت هي في صورة على انستغرامها!
وبعد هذا التسمم اللعين كان لابد من نقاهة تعيد للشابة الجميلة ألقها، فكان الاختيار لندن، وقررت الفاتنة محاربة برد لندن القارس بتنورة قصيرة صفراء حين توجّهت لتلبية دعوة عشاء وشاركت محبيها بالصورة وبتعليق قالت فيه :”أنا ذاهبة لأتناول العشاء في لندن وأرتدي ملابس من تصميم “Kenzo” وحذائي من مجموعة “برادا” وحقيبتي من دار أزياء “جيفنشي”.
حقيقة لا أعلم من هو كينزو ولست متأكداً إن كان يقرب كينجي الياباني الذي كان أخر ضيوف الحبيب جون، ولكن من المؤكد أن كينزو يكتب هو الآخر على ملابسه: أورينت – كينزو عبود!
التعليقات متوقفه