أيمن شمس الدين.. عندما تدعوك الحرب للإبداع! -فريق الغربال
الحاجة أم الاختراع” لم يعد مجرد مثلٍ في سورية، بل أصبح ضرورةً ملحةً لمجابهة الحرب التي تعصف بكل خدمات الحياة، بهذا افتتح أيمن شمس الدين حديثه، وهو الشاب ابن قلعة المضيق ذو الرابعة والثلاثين عاماً، والذي يعمل في مخرطة، يقول أيمن: إن انقطاع الكهرباء شبه الدائم، وغلاء المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات، جعله يفكر بطريقة تستغني فيها المولدة عن المحروقات وتوفر على الناس.
وبمكونات بسيطة وجهد كبير، استطاع أيمن تنفيذ فكرته التي لم تتعدَ كونها مخططاً في ذهنه، واستغرقه تنفيذها خمسة أشهر، فقد استخدم خبرته في العمل على المخرطة لصناعة القطع اللازمة، ولكن كان عليه استشارة خبير كهربائي، والذي كان يرشده بناءً على تساؤلاته فقط فهو لم يرَ العمل أبداً وهو قيد الإنجاز، وتسبب ذلك بارتفاع تكلفة المولدة، فقد اضطر أيمن لصناعة القطعة نفسها عدداً من المرات حتى تصبح ذات كفاءة للعمل، هذا عدا عن الجهد والوقت الذي صرفه أيمن في سبيل ذلك.
أعاد أيمن صناعة المولدة مرة ثانية، ووصف العمل بأنه أصبح أسهل، فقد أصبح لديه نموذج مصنَّع يمكنه الاعتماد عليه، إذ أصبح أيمن يحضر مولدة جاهزة ويجري عليها التعديلات اللازمة، أما طريقة عمل المولدة فهي تعتمد على التشغيل الذاتي، فالمولدة تنتج ثلاثة آلاف شمعة، تعود منها ثمانمئة لتشغيل المولدة ويبقى ألفان ومئتين للمستهلك، أما الطاقة الأولية اللازمة لتشغيلها فيتم منحها للمولدة عن طريق “مرش” أو بالطريقة اليدوية “مانويل”، وبالطبع أنتج أيمن المولدتين دون أي دعم، وحالياً وبإمكانياته المتواضعة لا يمكنه إنتاجها بنفسه فهو بحاجة لمن يدعمه.
اما عن تسويق المولدة وإنتاج عدد أكبر من القطع فيقول أيمن إنه صنعها للتوفير على الناس ولن يقبل بأي دعم لصناعتها في حال شعر أنه سيتم استغلال الناس، وفي حال تم استغلال الناس من قبل الداعمين فهو سيتحكم بسعر بيعها حتى لو اضطر لبيعها بسعر التكلفة، فهو ابن البلد وذاق الوجع مثل كل سكانه، ومع ذلك فهو ما زال المصنِّع الحصري لها، وهو الوحيد القادر على تصليح أعطالها حالياً، ولكنه لا يُمانع تعليم صناعتها لمن يرغب على أن يطرحها هو بالأسواق، فقد صرف عليها الكثير من الجهد والسهر.
والجدير بالذكر أن تكلفة المولدة ذات الثلاثة آلاف شمعة هو خمسمئة دولار، وذات الخمسة آلاف شمعة تكلف ما يقارب الثمانمئة دولار.
يتمنى أيمن من كل من يمتلك أفكاراً يعتقد أنها قادرة على تخفيف معاناتنا أن ينفذها ويحاول مراراً وتكراراً حتى يصل إلى النتيجة المرجوة.
التعليقات متوقفه