طرفة.. من سجلات الديكتاتورية – حراك سياسي – إياد جميل محفوظ
طرفة.. من سجلات الديكتاتورية
حراك سياسي
إياد جميل محفوظ – خاص الغربال
استغل أعضاء منتدى “العين” الثقافي مشاركةَ المفكر الدكتور طيب تيزيني في إحدى فعاليات مؤتمر ثقافي أقيم في “أبو ظبي” عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة في العام (2007).. لدعوته إلى مدينة (العين)، وإقامة ندوة خاصة على شرفه، وتكريمه، والاحتفاء به.
بعد الترحيب الحار.. والتقديم اللائق به.. استلم الدكتور طيب تيزيني دفة الحديث، واستهله بالتعبير عن بالغ إعجابه وخالص تقديره بهذا الملتقى.. وقال:
سأنقل، بفرح غامر، إلى المثقفين في سورية ما أشعر به الآن من مشاعر الفخر والاعتزاز وأنا بينكم في رحاب منتداكم الرائع هذا.. وسأخبرهم بأنني التقيت بمجموعة من الأدباء والمثقفين السوريين.. وسأزف إليهم البشرى بأن ثمة حراكاً سياسياً سورياً مهماً يجري ويتنامى في مكان قصي من الربع الخالي في جزيرة العرب.
ما إن أكمل الدكتور تيزيني جملته الأخيرة حتى انتفض أغلبُنا نحن الحاضرين.. هاتفين بحناجر مرتجفة وأصوات مرتبكة لا تخلو من عبارات الاحتجاج والعتاب.. طالبين منه ألا يشطح بخياله!!.. وألا يُحَمِّل الموضوع أكثر مما يحتمل!!.. ثم سعينا جميعاً، بنية صادقة، إلى إظهار الصورة الحقيقية للوضع!!.. فأخذنا نوضح له بأن مجلسنا هذا لا يعدو أن يكون ملتقى أدبياً لقراءة الشعر والقصص والخواطر الأدبية.. و(هيك شي)!!.. ومناقشة مواضيع تتعلق بمتاعب الاغتراب، ومصاعب الحياة، ومشاغل الأسرة بصفة عامة.. وبأمور الجنس وما شابهها على وجه الخصوص!!.. وأكدنا له أن سهراتنا، في أغلب الأحيان، تقتصر على تناول الوجبات الدسمة وإلقاء النكات البذيئة و.. الساقطة!!!
ورجوناه ألا ترسم ذاكرتُه عن هذا اللقاء سوى صورة صالون أدبي بسيط!!.. أو، إذا رغب، فلا ضير أن يعده مقهى ثقافياً.. ولا مانع لدينا على الإطلاق أن يسبغ على جمعنا هذا صفة (المنتدى الليلي)..!
وحينما همَّ بالاعتراض على عبارة (المنتدى الليلي) عاجله أحدهم بالقول: يعني.. دكتور.. مو منتدى ليلي بمعنى (كاباريه).. لا لا.. بالعكس.. فنحن نصلي..
ههنا انبرى آخر ليصحح ويوضح.. فقال:
– صحيح أننا نصلي.. ولكن نحن.. لا.. قصدي.. نحن لا علاقة لنا بالإسلام السياسي.. فنحن نؤدي الصلاة باعتبار أنها فرض.. مو أكتر!!
(ملاحظة: كان بيننا واحد “معارض”، لم يعجبه كلامنا من أساسه.. وقد حاول أكثر من مرة أن يدخل على الخط ويقول للدكتور تيزيني إننا جبناء، ولا يليق بنا أن نكون سوريين.. ولكننا استطعنا- والله الحمد- أن نشوش عليه، ونحول بينه وبين إيصال فكرته اللئيمة!)
التعليقات متوقفه